اقامت الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة الحفل المركزي السنوي بمناسبة ذكرى ولادة عاشر أئمة الهدى الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)، بحضور شخصيات دينية واكاديمية، وشيوخ ووجهاء واهالي مدينة سامراء، فضلاً عن الحكومة المحلية، والقيادات الامنية، وجمع غفير من خدام المرقد المقدس والزائرين الكرام.
استهل الحفل بتلاوةٍ عطرةٍ لآياتٍ بينات من الكتاب الحكيم، تلاها قارئ العتبة المقدسة "بلاسم جليل"، تلتها كلمة الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة الدكتور " نافع جميل" بين فيها:" ونحن في الرحاب الطاهرة، رحاب آل محمد الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اذ نعيش لحظات تعد من اهم المحطات التاريخية في حياة امتنا الإسلامية العزيزة بعزة الله، الا وهي ذكرى ولادة نجيب وإمام حق، وطهر طاهر مطهر، من طهر طاهر مطهر، الا وهو الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)."
وأضاف السيد الأمين العام الدكتور "نافع جميل" ان لأحياء المناسبات الدينية ابعاداً كثيرة، فهي فضلاً عن كونها تمثل فرصة للقاء الاخوان والأحبة اذ يقول الإمام الهادي (عليه السلام) :( ملاقاة الاخوان نشرة وتلقيح العقل وان كان نزراً قليلاً) فهي تعد منطلقاً لتقارب الآراء والأفكار والقلوب وعن الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) :(الزيارة تنبت المودة) كذلك تعبر وتدل على عمق المحبة وعظيم الولاء، وتحمل الدلالة على عظيم حضور ومنزلة اهل البيت في قلوب محبيهم، فان المحب يقتفي أثر المحبوب، ويتحسس موارده."
وأشار الدكتور "نافع جميل" لسامراء منزلة في القلوب فهي مهوى افئدة الأحبة والموالين حيث يتنسمون ريح النبوة وعنصر الامامة، ومثلما كان لهذه البلدة نصيب من أقلام المؤرخين والرحالة ، حتى تعددت اسماؤها لعظم موقعها، فهي المدينة التي قال عنها بقية الله في الأرض (عجل الله فرجه الشريف): (اللهم انك تعلم انها احب البقاع اليه لولا الطرد)، وهي المدينة التي قال عنها الامام الحسن العسكري(عليه السلام):(قبري بسر من رأى امانٌ لأهل الجانبين)، وهذه العظمة والمكانة السامية، هي التي حدت بيد الإرهاب الى ان تطالها، بغية خرق النسيج الاجتماعي لعراقنا الواحد، ولزرع مزيد من بذور الشقاق والفتنة، لولا حكمة الحكماء وموقف الأمناء الذي مسك الزمام، وقاد البلاد الى ما هو فيه خيره وصلاحه، ونحن في هذه الرحاب الطاهرة، حري بنا ان ننهل من معين أصحابها، فهم نور هدى، ومشعل هداية لمن رام الوصول".
أعقبتها كلمة قائممقام سامراء الاستاذ "أرشد عبد السلام" قال فيها:
نلتقي اليوم في ذكرى ولادة الامام الهادي (عليه السلام) نجتمع على محبة من شرفنا الله ان نكون في هذه الأرض الطيبة سامراء الحضارة والتاريخ، فحياة أهالي سامراء ترتبط بشكل كبير بالمرقد الشريف فأفراحهم وأحزانهم لا تكتمل الا بزيارة الإمامين العسكريين (عليهما السلام)، وليس هذا فقط، بل ان علماء هذه المدينة أكملوا دراستهم في هذه البقعة الطيبة من الأرض، في هذا المكان الذي أحبوه وأحبهم، هكذا كنا وهكذا سنبقى نربي ونغرس في نفوس أطفالنا حب النبي وآل بيته الاطهار (عليهم السلام).
كما شهد الحفل مشاركة لفرقة إنشاد العتبة العسكرية المقدسة ومشاركة لفرقة المدح والانشاد لأهالي مدينة سامراء بموشحات ولائية ترنمت بحب اهل البيت (عليهم السلام).